الخميس، 24 أبريل 2014

عذاب القبر( اعاذنا الله واياكم منه )

 خرجنا مع رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – في جنازة رجل من الأنصار ، فانتهينا إلى القبر ولما يلحد ، فجلس رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – وجلسنا حوله كأنما على رؤوسنا الطير وفي يده عود ينكت به فرفع رأسه فقال : استعيذوا بالله من عذاب القبر ثلاث مرات أو مرتين ثم قال : إن العبد المؤمن ، إذا كان في انقطاع من الدنيا ، وإقبال من الآخرة ، نزل إليه من السماءملائكة بيض الوجوه ، كأن وجوههم الشمس ، حتى يجلسوا منه مد البصر معهم كفن من أكفان الجنة وحنوط من حنوط الجنة . ثم يجئ ملك الموت ، فيقعد عند رأسه فيقول : أيتها النفس الطيبة ، اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان . فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء فإذا أخذوها لم يدعوها في يده طرفة عين ، حتى يأخذوها فيجعلوها في ذلك الكفن وذلك الحنوط . فيخرج منها كأطيب نفحة مسك وجدت على وجه الأرض ، فيصعدون بها ، فلا يمرون بها على ملك من الملائكة إلا قالوا : ما هذا الروح الطيب ؟ فيقولون هذا فلان ابن فلان بأحسن أسمائه التي يسمى بها في الدنيا حتى ينتهوا بها إلى السماء الدنيا ، فيستفتح فيفتح لهم : فيستقبلهم من كل سماءمقربوها إلى السماء التي تليها ، حتى ينتهي به إلى السماء السابعة قال فيقول الله : اكتبوا كتاب عبدي في عليين في السماء الرابعة وأعيدوه إلى الأرض فإني منها خلقتهم وفيها أعيدهم ومنها أخرجهم تارة أخرى . فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول : ربي الله فيقولان له : ما دينك ؟ فيقول : ديني الإسلام فيقولان له : ما هذا الرجل الذي بعث فيكم ؟ فيقول : هو رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – فيقولان : ما عملك ؟ فيقول : قرأت كتاب الله وآمنت به وصدقت به فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة ، وألبسوه من الجنة ، وافتحوا له باب إلى الجنة ، فيأتيه من طيبها وروحها ويفسح له في قبره مد بصره . ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول : أبشر بالذي يسرك . هذا يومك الذي كنت توعد فيقول : ومن أنت ؟ فوجهك الوجه الذي يجئ بالخير فيقول : أنا عملك الصالح فيقول : رب أقم الساعة ، رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي . وإن العبد الكافر . إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجه ، معهم المسوح ، حتى يجلسوا منه مد البصر . ثم قال ثم يجئ ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول : يا أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط الله وغضبه قال : فتفرق في جسده قال : فتخرج فينقطع معها العروق والعصب كما تنزع السفود من الصوف المبلول . فيأخذوها . فإذا أخذوها لم يدعوها في يد طرفة عين حتى يأخذوها ويجعلوها في تلك المسوح ، فيخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على ظهر الأرض فيصعدوا بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلىالسماء الدنيا فيستفتحون فلا يفتح له . ثم قرأ رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – { ولا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط } قال : فيقول الله عز وجل : اكتبوا كتاب عبدي في سجين في الأرض السفلى وأعيدوه إلى الأرض ، فإني منها خلقتهم ، وفيها أعيدهم ، ومنها أخرجهم تارة أخرى قال : فتطرح روحه طرحا . قال ثم قرأ رسول الله – صلى الله عليه وعلى آله وسلم – { ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق } قال : فتعاد روحه في جسده ويأتيه الملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك ؟ فيقول ها ها لا أدري فيقولان له وما دينك ؟ فيقول : ها ها لا أدري قال : فينادي منادي من السماء أفرشوا له من النار وألبسوه من النار ، وافتحوا له بابا إلى النار . قال : فيأتيه من حرها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلف عليه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه وقبيح الثياب فيقول : أبشر بالذي يسؤك . هذا يومك الذي كنت توعد ؟ فيقول من أنت فوجهك الوجه الذي يجيء بالشر فيقول : أنا عملك الخبيث فيقول : رب لا تقم الساعة رب لا تقم الساعة .
الراوي: البراء بن عازب المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 150
حسن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق